بالصدفة وبينما اقلب الصور التي ينشرها الاصدقاء عبر برنامج انستغرام رأيت صورتها … كانت قد ألتُقطت عبر كاميرا مصور فلير نبيل في احدى مخيمات النزوح قرب أربيل ..
علق نبيل على الصورة قائلاً … أن شهلة او “ شهلاء “ .. الفتاة التي تعاني ضعفاً بالنظر .. أصرت على أن يصورها نبيل قائلةً : عمو آني “ أنا “ حلوة !!
حاولت تكبير الصورة أكثر دون جدوى .. علقت على الصورة : نبيل .. ارسل لي الصور الاصلية لوسمحت … ففعل
أخذت اتمعن صورتها بعين المصور .. الذي يرى .. يرى بوضوح .. وذلك لايعني أنه يُبصر …
أتامل أبتسامتها .. تعابير وجهها .. ذلك التناسق الرائع بين شكل أنفها ورسم حاجبيها وحجم اذنها التي مثلت ركيزةً ثابتةً … لظفيرتها
لاتسائل في نفسي عن معنى الجمال .. شكل الجمال .. طعم الجمال .. وكيف تبدلت أوصافهُ عبر التاريخ والشعوب والفلسفات ومدارس الفن .. فمن يتحدث عن جمال الموناليزا … هل يعني فعلياً بأن صورة تلك السيدة جميلة .. ربما أبتسامة غامضة جسدت أبداع ليوناردو آنذاك …
لكن .. هنالك ماهو أكثرُ آثارةً للتعجب امام ابتسامة شهلاء .. وهو حرصها على أن تظهر في الصورة .. وأبتسامتها البريئة أمام الكاميرا … بل وسؤالها … عمو … آني حلوة .. اي … عمو .. هل أنا جميلة !!
لم أسال نبيل عن ردة فعله .. ان كان سجد أمامها ام لا … ولو كنتُ مكانه لفعلت
.. فلم يبدو لي سؤالها سؤالاً … بل تهكماً … عمو … يامن تحمل الكاميرا .. ألم تلحظ وجودي !! وكيف لك ذلك وأيُ مصورٍ أنت !!
لتقودني شهلاء .. لتساؤلٍ حول مسئلةٍ قديمةٍ جديدة … البصرُ والبصيرةُ والنظرُ والرؤية .. فأيُنا أعمقُ بصيرةً وأحدُّ نظراً … فلو أبصرنا بعين البصيرة لما أحتاجت شهلاء للكلام للفت “ أنظارنا “ .. ولرددنا دونما سؤالٍ منها …. نعم بل أنت الاجمل
Leave a Reply